سقوط الحق في المطالبة بالحقوق العمالية في قانون العمل وقضاء المحكمة العليا العُمانية

تُعدّ العلاقة بين العامل وصاحب العمل من أهم العلاقات التي يُنظِّمها القانون، وذلك لحماية حقوق الطرفين وضمان تحقيق العدالة والاستقرار في بيئة العمل. وفي هذا السياق، يلعب قانون العمل العماني دورًا حيويًا في تحديد حقوق وواجبات كل طرف، وكذلك في تحديد آليات المطالبة بهذه الحقوق. ومع ذلك، قد يجهل البعض أن هناك مُهلة مُحدَّدة للمطالبة بالحقوق العمالية، وبعد انقضائها يسقط الحق في هذه المطالبة.
تسقط القضايا العمالية في القانون العماني بعد مرور المدة المحددة في المادة 9 من قانون العمل.

ما هو المقصود بسقوط الحق في المطالبة بالحقوق العمالية؟

 يُشير سقوط الحق في المطالبة بالحقوق العمالية إلى انتهاء صلاحية العامل أو صاحب العمل في المطالبة بحقوقه التي كفلها له قانون العمل، وذلك بعد مرور مُدَّة مُحدَّدة قانونًا. وهذا السقوط يُعرف أيضًا بـ "التقادم". 

الأساس القانوني لسقوط الحق في المطالبة بالحقوق العمالية في قانون العمل العماني 

تقادم القضايا العمالية يترتب عنه سقوط الحق في المطالبة بالحقوق المكفولة في قانون العمل.

نصَّت الفقرة 3 من المادة 9 من قانون العمل العماني الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 53 لسنة 2023 على أن: 
"ويسقط الحق في المطالبة بأي حق من الحقوق المنصوص عليها في هذا القانون بعد انقضاء عام من تاريخ استحقاقه، وبالنسبة للحقوق التي نشأت قبل العمل بهذا القانون فتحسب مدة العام اعتبارا من تاريخ العمل بأحكامه."
❐ تاريخ العمل بأحكام قانون العمل العماني رقم 2023/53 :
نُشِرَ هذا القانون في الجريدة الرسمية بتاريخ 30 يوليو 2023، ويعمل به من اليوم التالي لتاريخ نشره، أي من تاريخ 31 يوليو 2023. 
❐ أنواع الحقوق العمالية التي يسري عليها التقادم يشمل التقادم نوعين من الحقوق العمالية: 
• تقادم المطالبة بالحقوق العمالية التي تستحق عند انتهاء عقد العمل. 
• تقادم المطالبة بالحقوق العمالية التي تستحق أثناء تنفيذ أو سريان عقد العمل. 


تأكيد المحكمة العليا العمانية على سقوط الحق في المطالبة بالحقوق العمالية 

أكدت المحكمة العليا العُمانية في العديد من أحكامها على مبدأ سقوط الحق في المطالبة بالحقوق العمالية بعد مرور سنة من تاريخ استحقاقها. ومن بين هذه الأحكام، الحكم الصادر تحت رقم الطعن 2018/368 بتاريخ 16 يناير 2019، والذي جاء فيه: 
"يسقط حق العامل في المطالبة بالحقوق الناشئة عن قانون العمل بعد انقضاء سنة من تاريخ استحقاقه." 


أهمية التقادم في العلاقات العمالية 

يلعب التقادم دورًا هامًا في تحقيق التوازن بين مصلحة العامل وصاحب العمل. فهو من جهة، يحمي حقوق العمال ويضمن حصولهم على حقوقهم في فترة زمنية معقولة، ومن جهة أخرى، يمنح أصحاب العمل القدرة على التخطيط المالي دون القلق من المطالبات القديمة التي قد تظهر فجأة، وبالتالي يساهم في استقرار المُعاملات. 


إن معرفة المدة المحددة للمطالبة بالحقوق العُمالية أمر ضروري لضمان حصول العمال وأصحاب العمل على حقوقهم كاملة دون تأخير أو نقصان. لذا، يجب على العمال وأصحاب العمل على حد سواء الالتزام بأحكام قانون العمل العماني والحرص على تسوية الحقوق في الوقت المناسب لتجنب سقوط الحق في المطالبة بها.

ミ نشكُركَ على قراءة هذا المقال. نأملُ أن يكون قد نال إعجابك وأفادك. شاركنا أسئلتك وأفكارك وتعليقاتك في قسم التعليقات أدناه. رأيُك يهُمّنا!

إرسال تعليق على: "سقوط الحق في المطالبة بالحقوق العمالية في قانون العمل وقضاء المحكمة العليا العُمانية"